منوبة: انطلاق دراسات هدم جزء متداعٍ للسقوط من مبنى “قشلة البطان”

انطلقت بولاية منوبة، هذا الأسبوع، دراسات أشغال هدم الجزء المتداعي للسقوط من مبنى تجويد الخيل المعروف بـ”قشلة البطان” والمطلّ على طريق البطان – طبربة، وذلك في إطار الإعداد لطلب العروض لاختيار المقاولة التي ستتولى تنفيذ الأشغال بهدف ضمان سلامة المارة ومستعملي الطريق.
ويأتي هذا القرار بعد اختيار مكتب دراسات متعدد الاختصاصات لتنفيذ المشروع، تتوفر فيه الشروط التقنية والبشرية المطلوبة.
وخلال جلسة عمل انعقدت بمقر الولاية بإشراف الوالي محمود شعيب، تمّ الإعلان عن تشكيل لجنة جهوية تضمّ ممثلين عن الإدارات المعنية بالتجهيز والإسكان والبلدية والحماية المدنية، والمؤسسة الوطنية لتحسين وتجويد الخيل، لمتابعة تنفيذ الدراسات وأشغال الهدم.
وأكد الوالي على ضرورة التسريع في إنجاز الدراسات الفنية والانطلاق في الأشغال في أقرب الآجال، مع الحرص على سلامة بقية أجزاء المبنى والمحافظة على المكونات القديمة مثل القرمود والعناصر الحديدية والخشبية التي يمكن إعادة توظيفها.
وتبلغ الاعتمادات المرصودة للمشروع 200 ألف دينار على ذمة المؤسسة الوطنية لتحسين وتجويد الخيل، في انتظار تحديد الكلفة النهائية للأشغال بعد استكمال الدراسات.
يُذكر أن جزءًا من المبنى شهد تصدعات وسقوط أجزاء من السقف منذ سنوات، مما دفع السلطات إلى وضع لافتة تحذيرية “بناية آيلة للسقوط” واتخاذ إجراءات مرورية احترازية.
ويُعدّ مبنى “قشلة البطان” من أقدم معالم الجهة، إذ تعود بعض أجزائه إلى القرن السابع عشر، وشُيّد به خلال الفترة الاستعمارية ثكنة عسكرية فرنسية بين 1883 و1945، قبل أن يوضع سنة 1949 تحت إشراف وزارة الفلاحة كمركز تابع للمؤسسة الوطنية لتحسين وتجويد الخيل.
وقد أثار الإعلان عن قرار الهدم الجزئي ردود أفعال مواطنية، أبرزها من جمعية “أجيال البطان” التي ثمّنت جهود السلطات في حماية المواطنين، لكنها عبّرت عن تخوّفها من انهيار كلي للمبنى، داعية إلى التعامل معه بعناية تراعي قيمته التاريخية، واقتراح إدراجه ضمن قائمة المعالم ذات القيمة التراثية وإعادة توظيفه في مشروع ثقافي أو اجتماعي يخدم أبناء الجهة.

