معرض القيروان للكتاب:مناشط موجهة ورؤية ثاقبة

شهدت مدينة الأغالبة مؤخرا من 27أكتوبرإلى 5نوفمبر2025 عرسا ثقافيا وإبداعيا بفضاء دار الثقافة أسد بن الفرات أثثته جمعية القيروان الثقافية وتمثل في الدورة الثانية لمعرض الكتاب أين تنوعت فقراته الثقافية ومناشطه عبر المراهنة ورفع بعض التحديات ومنها الكتاب الورقي الذي يجب أن يتواجد بكل بيت تونسي ولكل فرد مكتبته الخاصة من الطفل للكهل وصول للشيخ وولعه بالمخطوطات والمصادر القديمة.
فكانت القصص الموجهة للطفولة واليافعين وبأكثر من لغة ومن أهمها التعرف على كلاسيكيات هذا الأدب والقصص التي مازالت تشد دور النشر والقراء و الذي تتربى عليه الناشئة وحضرت فنون الأدب من قصة وشعر ورواية ومعها الدراسات التاريخية والحضارية والأثرية لكتاب تونسيون وعرب وغيرهم بهدف الانفتاح على الآخر وفهم مناهجه وطرق معالجته لقضاياه الواقعية والخيالية ومجموع المشاكل التي يتقاطع عندها الإنسان هنا وهناك في كل شبر من أصقاع هذه اليابسة وكما تشد الزائر الأغلفة التي تعكس رؤية الفنانين التشكيليين والمترامية على الكتب ها هو هذا الشد يتضاعف وتزيد من متعة للعين كل الألواح التي تؤثث جدران قاعة العرض والذي ساهم فيها كل من الفنان جلال الصفاقسي وسعيدة عوني وسوسن الكيلاني فتنوعت المواضيع لتثري المشهد المرئي وحضرت كالعادة القيروان ومسجدها المعمور وأعمدتها الرخامية وتيجانها المتعددة والمختلفة والخطوط العربية والصومعة والقباب وأبواب مساجد القيروان العتيقة والمعالم والمواقع الأثرية وأبواب المدينة العربي والطريق المعبد الضيق وألبسة أهالي المدينة نسوة كالسفساري ورجالا كالكبوس الأحمر مرورا بالصناعات التقليدية ومنها صنع القفاف مع مواضيع أخرى كالورود والعصافير والموسيقى لتحضر قلسطين وأطفالها والأقصى.
وبرمجت الهيئة المسيرة للدورة الثانية فقرات مميزة حضر فيها الشعر باللغتين فقرأ وأمتع كل من الشعراء خالد العلاني وعبد الرحمان الكبلوطي وسندة النجار وعلياء غربال وتم تكريم العديد من الكتاب ومؤسساتهم الراعية لهم والذين يحدثون الفرق كتابة ومتنا وحضورا وأصحاب جوائز ومنهم الدكتورة أميرة غنيم وصالون الهادي نعمان للإبداع بالمنستير والكاتبة هيام الفرشيشي ومنيرة الدرعاوي وعبد الكريم الحداد ورضا العياشي وليلى عطا الله وكوثر الرافعي وخالد الحافظي مع الحضور الخاص متنا ورؤية للكاتب الدكتور وليد العش وروايته” العقد الوردي” وكانت فرص للكتاب والحضور وللمقدمين الشارحين عرض الرؤى المختلفة في الكتابة واشكاليات السرد والمتابعة النقدية والكتابة تحت سقف المدارس الأدبية والقضايا الحضارية وغيرها من الاشكاليات والتي تواصل الحوار حول قضايا أخرى ضمن الحلقات التي ناقشت أيضا فسحة الخيال في أدب الأطفال واليافعين والتي ناقش العديد من جزئياتها الكتاب والكاتبات سهام الشريف ونور الدين بن بوبكر وهشام الهرابي وحلقة ثانية ناقشت اصلاح التعليم في تونس وأهميته اليوم وغدا لأنه محدد لطفل اليوم وطالب الغد وموظف وعالم بعد سنوات لتعود فلسطين مرة أخرى فبعد الأعمال الفنية والتشكيلية هاهي شهادات حية لبعض المشاركين في أسطول الصمود ومعها كلمات النائب محمد علي وغسان كلاي وفداء عثمني وسيرين الغرايري كما تم تكريم الصحفي محمد الربعي وبرمجت للأطفال العديد من حصص المطالعة وتعرفهم على قصص جديدة هكذا أسدل الستار على دورة مميزة تحضيرا وعرضا ودعوات لتراكم أنشطة هذه الجمعية التي اصبحت رقما جهويا ووطنيا لما تقدمه من أنشطة ثقافية وابداعية تنطلق من القيروان لتجذب إليها الأقلام الجادة والنصوص الخاصة متنا وفكرة في انتظار حلقات أخرى ومواضيع أخرى لهذه الجمعية التي يجب ان ننتبه إليها تشجيعا ودعما.
طارق العمراوي