سفير الاتحاد الأوروبي: منفتحون على تحديث الاتفاقيات التجارية مع تونس

عبّر سفير الاتحاد الأوروبي بتونس غيسابي بيرزني عن استعداد بروكسيل لمراجعة الاتفاقيات التجارية الموقّعة مع تونس، وملاءمتها مع التحولات الجيو-سياسية والاقتصادية والتشريعية التي يشهدها العالم، مشيراً إلى أن اتفاق 1995 أصبح من “الجيل الأول” ويحتاج إلى تحديث معمّق.
حوار اقتصادي “مهيكل” لدعم المؤسسات التونسية
جاء ذلك خلال لقاء جمعه، الخميس، برئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول، حيث شدّد الجانبان على ضرورة مواصلة الحوار المهيكل بين الطرفين بهدف تيسير اندماج المؤسسات التونسية في الأطر الأوروبية وتعزيز الاستدامة الاقتصادية والبيئية.
وأكد السفير الأوروبي، مرفوقاً بعدد من المسؤولين، استعداد الاتحاد للعمل بشكل وثيق مع منظمة الأعراف في مسار تطوير الشراكات الاقتصادية وبناء تعاون استراتيجي قائم على المصالح المشتركة.
اتفاق على جلسة موسّعة وآليات عمل جديدة
كما اتُّفق على تنظيم جلسة ثنائية موسّعة خلال الفترة القادمة لمناقشة الملفات المطروحة بدقّة أكبر، بالإضافة إلى وضع آليات عمل مشتركة تقوم على الشراكة والتكامل بين الجانبين.
وخلال اللقاء، شدّد ممثلو الاتحاد على أن المرحلة الدولية الدقيقة والأزمات المتتالية تجعل من الضروري فتح حوار معمّق حول قضايا كبرى، من بينها:
-
الحواجز الجمركية وغير الجمركية
-
الاستدامة والامتثال البيئي
-
البصمة الكربونية
-
مرحلة ما بعد اتفاقية 1995 والتوجه نحو أسواق جديدة
قطاع النسيج والملابس: امتيازات تتآكل وتحديات تتصاعد
طرح وفد منظمة الأعراف عدداً من الإشكاليات القطاعية، أبرزها تراجع الامتيازات التفضيلية لقطاع النسيج والملابس بفعل اتفاقيات الاتحاد الأوروبي مع دول منافسة، إضافة إلى تأثير نظام الحصص، والدعوة إلى رفع كل الحواجز الجمركية وغير الجمركية أمام عمليات التحويل البسيط.
زيت الزيتون: طلب تونسي واضح لرفع السقف
كما طالب ممثلو الاتحاد التونسي بـ مراجعة الحصة السنوية المخصصة لتونس من زيت الزيتون داخل السوق الأوروبية، وإلغاء أي سقف كمي، بما يسمح بنَفاذ حرّ للصادرات دون معاليم ديوانية أو قيود مؤسسية.
التمور والمنتجات الفلاحية: برنامج دعم شامل
وقدم الجانب التونسي مقترحاً يتعلق بـ برنامج متكامل لدعم قطاع التمور يشمل الترويج وحماية صغار الفلاحين وتعزيز التصدير، إضافة إلى معالجة الإشكاليات المتعلقة بالمعاليم الأوروبية على مشتقات الحبوب والعجين الغذائي.
الضريبة الأوروبية على الكربون: تهديد يقترب
وتوقف اللقاء عند التحديات التي ستواجهها المؤسسات التونسية مع دخول الضريبة الأوروبية على الكربون حيز التنفيذ بداية السنة القادمة، ما يتطلب دعماً فنياً وتشريعياً واسعاً.
شراكات في التكنولوجيا والسماوات المفتوحة
كما تطرّق النقاش إلى تعزيز فرص الشراكة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، والاستثمار في مراكز البيانات وتسهيل آليات شهادات المطابقة وحرية التنقل.
وفي ما يخص المنتجات المصنعة، طُرحت مسألة غياب مخابر اعتماد محلية للاختبارات الفنية، ما يستوجب دعماً لتسهيل الحصول على شهادات المطابقة وتوحيد إجراءات التصدير نحو الأسواق الأوروبية.
كما لفت ممثلو منظمة الأعراف إلى أن اتفاقية “السماوات المفتوحة” تملك أثراً اقتصادياً كبيراً، إذ تشير الدراسات إلى أنها قد تستقطب نحو مليون سائح إضافي سنوياً، ما سيدعم قطاعي السياحة والصناعات التقليدية ويخلق حركية اقتصادية واسعة.




