بدأت الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه الصوناد في إعداد مخططها الاستراتيجي لتأمين التزويد بالمياه خلال صائفة العام المقبل، في محاولة لتجنّب أي اضطرابات خلال ذروة الاستهلاك. وأكّد الرئيس المدير العام عبد الحميد منجّة أن هذا البرنامج يتضمّن مشاريع عاجلة بقيمة 58 مليون دينار لضمان تزويد مستقر وشبكات أكثر نجاعة.
وضعية مائية أفضل من العام الماضي… والأمل مع أمطار الشتاء
وأوضح منجّة أنّ تونس تجاوزت بالفعل سنوات صعبة من الجفاف، لكن الوضعية الحالية “أفضل بكثير من السنة الفارطة”، مضيفاً أن أشهر ديسمبر وجانفي وفيفري ستكون حاسمة باعتبارها الفترة الرئيسية لنزول الأمطار التي تُغذّي السدود والموارد السطحية.
نحو شبكة أكثر نجاعة… والهدف 85٪
وأكّد المدير العام أنّ الصوناد تعمل على مشاريع كبرى لتحسين مردودية الشبكات والحدّ من ضياع المياه، قائلاً إن الهدف هو بلوغ نسبة نجاعة لا تقل عن 85٪ في نقل وتوزيع المياه. ويتطلب ذلك استثمارات ضخمة لإعادة تعويض القنوات المتقادمة وتطوير التقنيات المعتمدة في المراقبة.
العدادات الذكية… مرحلة جديدة في إدارة المياه
كما كشف منجّة عن انطلاق مشروع العدادات الذكية خلال الخماسية المقبلة بالتعاون مع الشركة التونسية للكهرباء والغاز، حيث سيتم تركيز:
-
130 ألف عداد ذكي في ولايات تونس الكبرى
-
150 ألف عداد ذكي في ولايات صفاقس وتوزر وقبلي
وتتجاوز قيمة هذا المشروع 500 مليون دينار، ويهدف إلى تحسين مراقبة التدفق وتقليص التسربات.
تحلية مياه البحر… من حل ظرفي إلى خيار استراتيجي
وأشار منجّة إلى أن تحلية مياه البحر أصبحت محوراً أساسياً في سياسة الأمن المائي، لافتاً إلى مشروع توسعة محطة الزارات بكلفة 720 مليون دينار، وهو مشروع يُعدّ من بين الأكبر في شمال إفريقيا.
وأوضح أن تونس تتجه نحو رفع نسبة المياه المحلاة إلى 28% سنة 2028 ثم 35% بحلول 2030، بما يخفّف الضغط على الموارد التقليدية ويؤمّن التزويد خاصة في المناطق الساحلية والجنوبية.
