في مشهد إنساني ينتظر أن يترك بصمته، تستعد مدينة نابل يوم الأحد 7 ديسمبر 2025 لاحتضان النسخة الثانية من ماراطون “نجري من أجل أطفالنا” الذي تنظّمه الجمعية التونسية لسرطان الطفل، في مبادرة تهدف إلى منح الأمل ومساندة أطفال يكافحون أكثر الأمراض قسوة.
الركض… نحو العلم وخيط نجاة جديد
الدكتورة فاتن فضيلة، رئيسة قسم الأمراض السرطانية بمستشفى البشير حمزة بباب سعدون، أكدت خلال حضورها في برنامج يوم سعيد أن هذه الدورة لا تقتصر على الرياضة والمساندة المعنوية فقط، بل تحمل مشروعًا علميًا واضح الهدف: تطوير البحث في العلاج الموجّه (La thérapie ciblée)، وهو أحد أبرز المسارات الواعدة في علاج سرطان الأطفال عبر استهداف الخلية السرطانية بدقّة عالية دون المساس بالخلايا السليمة.
من ماراطون 2024 إلى سجل وطني للسرطان
وتعود فضيلة بالحديث إلى النسخة الأولى من الماراطون سنة 2024، والتي لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت الشرارة التي سمحت بإطلاق أول سجل وطني لسرطان الطفل في تونس.
منذ شهر جوان الماضي، تمكّن ما يقارب 10 مراكز طبية موزّعة على كامل البلاد من تسجيل الحالات المكتشفة يوميًا عن بعد، عبر منصة إلكترونية موحّدة تسمح بجمع الأرقام والإحصائيات بدقة لأول مرة.
400 طفل يركضون… من أجل الحياة
وتُنتظر مشاركة حوالي 400 طفل في ماراطون هذا العام، في صورة مؤثرة تعكس قدرة الصغار على تحويل الألم إلى قوة وحركة.
التسجيل مفتوح إلكترونيا عبر رابط مخصّص على الصفحة الرسمية للجمعية Association Tunisienne d’oncologie Pediatrique ATOP، ليكون الحدث مفتوحًا لكل من يرغب في دعم القضية، بالركض… أو حتى بالحضور فقط.
350 حالة جديدة سنويًا: أرقام يجب ألا تُهمل
وفي سياق متصل، كشفت الدكتورة فضيلة أن تونس تسجل سنويًا بين 350 و400 حالة جديدة من سرطان الأطفال.
رقم ثقيل، لكنه في المقابل يدفع نحو مزيد من التضامن والبحث والتطوير… تمامًا كما يفعل الماراطون.
🎗 الأحد هذا… شوارع نابل ستتحوّل إلى قلب كبير ينبض من أجل الصغار.
موعد مع الإنسانية، مع الأمل، ومع خطوة صغيرة قد تغيّر الكثير.
