قدّمت السيدة نادية يعيش، الكاتبة العامة لمجلس الأعمال التونسي الإفريقي (TABC)، مداخلة من العاصمة الكونغولية كينشاسا، تحدثت خلالها عن تجربة أكاديمية حديثة خاضتها في جامعة ببكين، حيث شاركت في بحث يركز على الثقافات والسياسات العامة المتعلقة بالمرأة، لاسيما في القارة الإفريقية. وتقول يعيش إنها خرجت من هذه التجربة بمعرفة جديدة ومهمة حول النظرة الصينية للمرأة والدور الذي تلعبه في الاقتصاد والمجتمع.
تشير يعيش إلى أن المرأة في الصين لا تُرى فقط كعنصر اجتماعي أو أسري، بل يتم التعامل معها بوصفها “خلية اقتصادية” قائمة بذاتها. هذا المفهوم، كما توضحه، يعني أن الدولة تسعى إلى أن تكون المرأة محركاً فعّالاً للإنتاج، قادرة على خلق القيمة المالية وإضافة ثروة مهنية في مختلف القطاعات دون استثناء. وتعمل السياسات الصينية وفق رؤية متوازنة تراعي جانبين أساسيين في حياة المرأة: دورها الإنتاجي ودورها الأسري، بما يشمل علاقتها بزوجها وأطفالها.
توضح يعيش أن هذا التوازن لا يلغي أهمية المسؤولية العائلية، بل يضعها في إطار تكاملي يسمح للمرأة بأن تكون منتجة ومؤثرة في المجالين معاً. وتضيف بأسلوب مجازي أن المرأة تتعلم من تراث الطبخ ووصفات الأجيال السابقة، لكنها قادرة أيضاً على إضافة نكهتها الخاصة وتطوير ما ورثته، تماماً كما يمكنها أن تفعل على المستوى الاقتصادي من خلال الابتكار والتجديد بدل الاكتفاء بالتقليد.
وتدعو نادية يعيش بصفتها إحدى الوجوه الفاعلة في التعاون الاقتصادي الإفريقي إلى استلهام هذا النموذج في إفريقيا، مؤكدة أن المرأة الإفريقية يجب أن تعمل بصورة تضامنية داخل القارة التي تضم 54 دولة، وليس 154 كما ورد على لسانها. وتشدد على أهمية بناء شبكة تعاون تسمح للمرأة بأن تكون وحدة إنتاج حقيقية تساهم في التنمية، مع تركيز خاص على مجالات التكنولوجيا الحديثة باعتبارها بوابة واسعة للتمكين والابتكار.
وتختتم يعيش رسالتها بدعوة واضحة لإعادة التفكير في دور المرأة اقتصادياً واجتماعياً، والاستفادة من التجارب العالمية التي أثبتت قدرتها على تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل دون التضحية بأي منهما. فتمكين المرأة ليس خياراً ثانوياً، بل خطوة أساسية نحو تحول اقتصادي شامل يخدم المجتمع بأكمله.
