قيس سعيّد: “هكذا تُهدر أموال الشعب… في الأوراق والمراسلات لا في خدمة المواطن”

بلهجة صارمة وحمّالة للرسائل، عاد رئيس الجمهورية قيس سعيّد ليضع الإصبع على جرح الإدارة التونسية، معتبرا أنّ جزءا كبيرا من أموال الشعب يُهدر بسبب التعقيدات الإدارية والمراسلات الورقية بدل توجيهه لحلّ مشاكل المواطنين اليومية.
“التنظيف ليس حملة… بل واجب يومي”
وخلال لقائه أمس الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 بوزير الداخلية خالد النوري، شدّد رئيس الجمهورية على الدور المحوري للمسؤولين الجهويين، خاصة في ما يتعلّق بعمليات النظافة وتحسين المحيط، مؤكّدا أنّ هذه الأعمال لا يجب أن تُختزل في حملات ظرفية، بل أن تكون عملا مستمرا على مدار اليوم.
لماذا يتدخّل رئيس الدولة؟
وفي تساؤل مباشر يعكس حجم الاحتقان، قال سعيّد:
“ليس من الطبيعي أن يتدخّل رئيس الجمهورية ليطلب ربط بيت بشبكة التطهير أو بالإنارة العمومية أو إصلاح جزء من طريق…”
وأضاف أنّ تبرير التأخير بـ“الإجراءات” أو “قلّة الإمكانيات” تعليل غير صحيح، متسائلا:
“لماذا تختفي هذه التعقيدات فجأة وتتوفر الإمكانيات، فقط بعد دعوة المسؤولين لتحمّل مسؤولياتهم؟”
اختصار الإجراءات… لا تكريسها
وأكد رئيس الجمهورية أنّ الدور الحقيقي للمسؤول هو تذليل العقبات لا خلقها، واختصار المسالك الإدارية لا تعقيدها، محذّرا من استمرار نزيف المال العام في دوّامة الوثائق والمكاتبات التي لا تنعكس على حياة المواطن.
رسالة سياسية مباشرة: “الشباب قادم”
وختم سعيّد رسالته بتحذير واضح المعالم:
“على كل مسؤول أن يضع عنوانا وحيدا وهو تونس… ومن أخطأ العنوان أو تشابهت عليه الأسماء، فليعلم أن الشباب قادم، ولن يُخطئ الهدف كما لن يُخطئ العنوان”.
تصريح يحمل في طيّاته إنذارا سياسيا وأخلاقيا، ويعكس توجّها نحو محاسبة من يعتبر المنصب امتيازا لا مسؤولية.
بين بطء الإدارة وتنامي الغضب الشعبي، يبدو أنّ رسالة قرطاج كانت هذه المرة بلا مجاملة:
خدمة المواطن أولا… أو الرحيل.


