قيس سعيّد: الشعب قال كلمته… ولا عزاء للخونة ولا حصانة للمتآمرين

في خطاب حمل نبرة حادّة ورسائل سياسية واضحة، أكّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد أنّ الشعب التونسي لقّن المتآمرين درسًا قاسيًا، مشدّدًا على أنّه لا عزاء للخونة ولا حماية لأيّ كان خارج القانون.
وجاء ذلك خلال استقباله، اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025، لرئيسة الحكومة سارة الزعفراني الزنزري، حيث كان إحياء الذكرى الخامسة عشرة للثورة محور اللقاء وما رافقه من دلالات سياسية وشعبية.
“رسائل مضمونة الوصول”… وشعب يعرف كلّ التفاصيل
وقال رئيس الدولة إنّ ما عبّر عنه التونسيون يوم أمس لم يكن مجرّد احتفال رمزي، بل درس تاريخي بليغ يعكس وعيًا عميقًا وإدراكًا دقيقًا لمجريات الأمور، مؤكّدًا أنّ الشعب “يعرف أدقّ الحقائق وهو على علم كامل بما يُحاك”.
وأضاف أنّ الرسائل التي وجّهها الشعب كانت واضحة ومضمونة الوصول، واصفًا يوم أمس بـاليوم التاريخي الذي سيُدوَّن في صفحات التاريخ، لأنّ جوهره يتمثّل في المضي قدمًا في المسار الذي خطّه الشعب بدمائه وجراحه وآماله.
لا تدوينات ولا وثائق وهمية… الدولة تُدار بإرادة الشعب
وفي لهجة شديدة، شدّد رئيس الجمهورية على أنّ الدولة لا تُدار بالتدوينات ولا بافتعال وثائق لا وجود لها إلا في خيال أصحابها، معتبرًا أنّ من يواصلون هذه الممارسات “مفضوحون ومكشوفون”، ولا يمكنهم تغيير مسار اختاره الشعب بوضوح.
كما أكّد أنّ المحاسبة وفق القانون حقّ مشروع، بعد سنوات من الظلم ونهب الثروات والتفريط في مقدّرات البلاد، مشدّدًا على أنّ السيادة الوطنية خطّ أحمر لا مجال للمساس به.
“لا صوت يعلو فوق صوت الشعب”
وأشار قيس سعيّد إلى أنّ مسار البناء انطلق فعليًا، رغم ما وصفه بمحاولات العرقلة والتلكّؤ من بعض الأطراف التي “كشفت عمّا كانت تُبطن”، مؤكدًا أنّ التواطؤ أو العمالة أو الخيانة لن تشفع لأحد مهما كان موقعه.
وأضاف أنّ الشعب خرج بقوّة لا في العاصمة فقط بل في كلّ أنحاء الجمهورية، موجّهًا رسالة واضحة لمن “اعتبروا السلطة كراسي وامتيازات” دون العمل على تحقيق انتظارات التونسيين، قائلاً: “لا هم منّا ولا نحن منهم”.
كرامة تونس أغلى من كلّ خزائن الدنيا
وختم رئيس الجمهورية بالتأكيد على أنّ كرامة البلاد وعزّة شعبها ستبقى فوق كل اعتبار، معتبرًا أنّ كلّ حبّة رمل وقطرة ماء في تونس أغلى من خزائن الدنيا بأسرها.
وقال في ختام حديثه:
“الشعب وجّه صفعة لكلّ المتآمرين، ولا حصانة لأحد، ولا عزاء لأيّ خائن أو عميل”، في رسالة صريحة تُغلق باب التأويل وتفتح فصلًا جديدًا من المواجهة السياسية تحت عنوان: الشعب أوّلًا وأخيرًا.



