انطلقت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية في تنفيذ مشروع طموح لتطوير القصر الروماني بالجم، أحد أبرز وأضخم المعالم الأثرية في العالم، بهدف تعزيز السياحة الثقافية وتحسين تجربة الزوار في هذا الموقع الذي يستقطب سنويًا نحو 500 ألف سائح.
🔹 مشروع إنارة فنية وبنية تحتية عصرية
يتضمن المشروع تجهيز القصر بإنارة فنية ثابتة تُبرز جماليته المعمارية ليلاً، بكلفة تناهز 5 ملايين دينار، على أن يتم التنفيذ على مراحل، مع انطلاق الجزء الأول من الأشغال في جانفي 2026 بعد استكمال ملف طلب العروض.
كما تم منذ سبتمبر 2025 الشروع في تهيئة هيكل الاستقبال والوحدات الصحية وتعلية السياج الحديدي الخارجي بكلفة تُقدّر بـ780 ألف دينار، إلى جانب تهيئة مسلك الزيارة والحواجز الحديدية بالمدارج بما يتماشى مع معايير الحماية المدنية، بتكلفة إضافية تبلغ 450 ألف دينار.
🔹 هيكل استقبال ومرافق جديدة للزوار
وسيتم إنشاء هيكل استقبال متكامل من الجهة الخلفية للمعلم، يتضمن شباك تذاكر ونقطة بيع للمنتجات الثقافية وغرفًا للفنانين، بكلفة تُقدّر بـ2 مليون دينار ضمن ميزانية سنة 2027.
كما تشمل المرحلة القادمة تهيئة هيكل الاستقبال بمتحف الجم وصيانة مرافقه، بكلفة تُناهز 450 ألف دينار.
🔹 ولوج شامل وتجديد معمّق
وفي بادرة إنسانية، تعمل الوكالة على إحداث مصعد كهربائي لتمكين ذوي الاحتياجات الخصوصية وكبار السن من زيارة المعلم الأثري، إلى جانب ممرات خشبية جديدة في الأجزاء المتضررة من القصر.
🔹 قصر الجم.. رمز الصمود عبر 17 قرنًا
أكد المشرف العلمي على الموقع، راشد الحمدي، أن حالة القصر جيدة رغم مرور 1750 سنة على تشييده سنة 238 ميلاديًا، مشيرًا إلى أن عمليات الترميم الدورية تضمن استدامة هذا المعلم الفريد الذي يجسد عبقرية العمارة الرومانية في شمال إفريقيا.
ويمثل قصر الجم اليوم تحفة هندسية ذات تصميم دائري مهيب، بمدرج ضخم يتّسع لآلاف المتفرجين، ما جعله من أبرز رموز الذاكرة التاريخية والسياحة الثقافية في تونس.
ويواصل المسرح الروماني بالجم إشعاعه الفني، باحتضانه سنويًا المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية ومهرجان موسيقى العالم، اللذين يجذبان فنانين وجماهير من مختلف أنحاء العالم.
