حاسوب فائق في الجيب: أمريكا تطلق أصغر دماغ اصطناعي في العالم
300 غرام تغيّر قواعد اللعبة… والذكاء الاصطناعي يغادر السحابة

في سابقة تكنولوجية لافتة، أعلنت شركة أمريكية ناشئة عن إطلاق أصغر حاسوب فائق للذكاء الاصطناعي في العالم، جهاز بحجم الجيب لكن بقدرات كانت إلى وقت قريب حكرًا على مراكز البيانات العملاقة. الابتكار الجديد، الذي يحمل اسم Tiiny AI Pocket Lab، دخل رسميًا موسوعة غينيس كأصغر حاسوب فائق من نوعه.
قوة خارقة… دون إنترنت أو مراكز بيانات
الجهاز، الذي تطوّره شركة Tiiny AI، لا يتجاوز وزنه 300 غرام، لكنه قادر على تشغيل نماذج التعلم العميق (LLMs) تضم ما يصل إلى 120 مليار معامل، محليًا ومن دون أي اتصال بالسحابة الإلكترونية أو الاعتماد على وحدات معالجة الرسومات التقليدية.
بمعنى أبسط: ذكاء اصطناعي متقدم يعمل بالكامل داخل جهاز صغير، دون إنترنت، ودون خوادم بعيدة، ودون انتظار.
ضربة للسحابة… وانتصار للخصوصية
رهان الشركة لا يقتصر على الحجم فقط، بل يتعدّاه إلى فلسفة جديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي. الهدف المعلن هو تمكين الأفراد من الاستفادة من قدرات حواسيب فائقة، مع تقليص استهلاك الطاقة والحد من المخاطر المرتبطة بالخصوصية وتسريب البيانات.
الجهاز، الذي تم إطلاقه رسميًا يوم 10 ديسمبر الجاري، يُقدَّم كحل عملي لمعضلتين تؤرّقان عالم الذكاء الاصطناعي اليوم: الاستدامة والارتفاع الجنوني لتكاليف الطاقة.
الشركة توضّح: الذكاء الاصطناعي ليس حكرًا على الكبار
مدير التسويق والمبيعات بالشركة، سمر بوج، قال في بيان صحفي:
«الذكاء الاصطناعي السحابي حقق قفزات كبيرة، لكنه خلق تحديات حقيقية في الأمان والاستدامة. مع Tiiny AI Pocket Lab نؤمن أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون في متناول الأفراد، لا محصورًا في مراكز البيانات».
من الطلبة إلى الباحثين… جهاز للجميع
الجهاز صُمم ليخدم طيفًا واسعًا من المستخدمين: مبدعون، مطورون، باحثون، وطلبة. وهو يتيح الاستدلال متعدد الخطوات، وفهم السياق العميق، وإدارة سير العمل، وإنشاء المحتوى، ومعالجة البيانات الحساسة بأمان كامل، وكل ذلك دون اتصال بالإنترنت.
الأهم أن كل البيانات تُخزَّن محليًا داخل الجهاز، مع تشفير بمستوى أمان معتمد في البنوك، ما يمنح المستخدم خصوصية وذاكرة طويلة الأمد تتفوق، وفق الشركة، على أغلب الحلول السحابية.
هل نحن أمام بداية نهاية الذكاء الاصطناعي السحابي؟
بين جهاز بحجم الجيب وقدرات حاسوب فائق، يطرح هذا الابتكار سؤالًا جوهريًا:
هل نحن أمام تحوّل جذري في طريقة تعاملنا مع الذكاء الاصطناعي؟
ما هو مؤكد أن Tiiny AI Pocket Lab لا يقدّم مجرد منتج جديد، بل يفتح بابًا لمرحلة قد يصبح فيها الذكاء الاصطناعي… شخصيًا، محمولًا، وتحت سيطرة المستخدم.



